إذا هبّت رياحك فاغتنمها، غير أنّ بعض الرياح مُنذرةٌ بعاصفةٍ موشكةٍ. أنا لا أتحدّث عن الطبيعة بل على التضخّم وارتفاع الأسعار وانهيار القدرة الشرائية للمرء.
يبدو التضخّم مثل لعبة شدّ الحبل حيث تصبح محفظتك أرقّ وأرقّ يومًا بعد يومٍ، وقد تلاحظ أنّ دخلك الشهري ثابتٌ لم يتغيّر غير أنّ أموالك تلك لم تعد تشتري لك الكثير كما كانت في السابق.
وبعيدًا عن التعريفات المعقدة للتضخّم، الأحرى بنا أن نعرف ماذا يمكننا أن نفعل بشأنه؟ هل نغيّر خططنا لتتّجه أكثر نحو الادخار وتقليل المصروفات؟ أم نبحث عن طرق تمويل شخصية أخرى؟
هذا ما ستعرفه معي في هذا المقال.
جدول المحتويات
- جدول المحتويات
- ما هو التضخّم؟
- لماذا تحتاج إلى مراجعة ميزانيتك تزامنًا مع التضخّم؟
- نصائح فعّالة في التعامل مع التضخّم وتقليل أضراره
- راقب نفقاتك
- خفّض بعض النفقات
- أنشئ صندوق توفير وادخار
- ابحث عن فرصة دخل إضافي
ما هو التضخّم؟
باختصار، التضخّم هو الزيادة في الأسعار مع مرور الوقت. وهو على مستوى أعلى يعني أنّ قدرتك الشرائية تنخفض عكسيًا مع ارتفاع التضخم. ومع ارتفاع أسعار السلع والخدمات، لم تعد أموالك تلبّي الحاجة وتقضي مآرب الحياة كما كانت عليه في الماضي.
لماذا تحتاج إلى مراجعة ميزانيتك تزامنًا مع التضخّم؟
لأنّ خطّ دفاعك الأول ضدّ التضخّم هو أن يكون لديك تخطيط لميزانية واضحة تساعدك في توجيه قرارات الإنفاق.
وتبدأ عملية مراجعة ميزانيتك بالنظر في مقدار الأموال التي تجنيها كلّ شهرٍ موضّحًا فيها المبلغ الذي يمكنك إنفاقه على ضرورياتك، كدفع الإيجار والمأكل والمشرب والملبس.
ونتيجة ذلك ذلك أن تبني رؤية أوضح عن مقدار الأموال التي يمكنك تخصيصها للنفقات والكماليات الأخرى، سواء كان ذلك بهدف الادخار أو التخطيط للعطلة الصيفية أو النزهة العائلية كلّ أسبوع.
كما يتيح لك مراجعة الميزانية فرصةً سانحةً لتقييم التكاليف الخفية الزائدة عن الحاجة لتتجنّب هدر أموالك وتتمكّن من خفض إنفاقك في جوانب ستكتشف أنّك تستطيع العيش دونها وأنّها سرقت منك أكثر مما تستحق.
تجدر الإشارة إلى أنّ 82% من الأشخاص الذين يسيرون وفق ميزانية محدّدة وواضحة يجدون أثرها الفعّال في تحسين حياتهم المالية.
نصائح فعّالة في التعامل مع التضخّم وتقليل أضراره
ليس عليك الجلوس وقبول الهزيمة ضدّ جحافل التضخّم الآخذة في السطو على جيبك. بل يمكنك التغلّب على آثار التضخم أو حتى تقليل تبعاته السلبية عليك وعلى أسرتك.
ومن ذلك ما سأذكره لك الآن:
راقب نفقاتك
مصاريفك آخذة في الارتفاع، وأنت تشعر بذلك كأنّك تمشي بجيبٍ مثقوب. لكنك قد لا تعرف بالضبط مكمن الدّاء وأين تذهب تلك الأموال.
الخطوة الأولى هي تفعيل حِسّ الشرطي ومراقبة نفقاتك حتى لو اضطرّك الأمر إلى أن تكتب كلّ مصاريف من مبلغ الإيجار إلى عود الثقاب.
كما عليك أن تراعي في ميزانتيك النفقات الشهرية الثابتة، والنفقات المرنة. فبضع النفقات كالدفعة الشهرية لقرض السيارة مثلا ستظلّ كما هي، لكن نفقاتك المرنة ستختلف لا محالة. وهناك اسأل نفسك:
- ما هي المصاريف التي من الصعب السيطرة عليها؟
- ما هو الشيء الذي تنفق عليه المال ويمكنك الاستغناء عنه لبعض الوقت؟
- أين تبالغ في صرف مالك؟
خفّض بعض النفقات
هناك طريقة أخرى لمواجهة التضخم وهي تخفيض إنفاقك على بعض الأمور. هل تتذكر عندما كنت تراجع الميزانية وتسأل نفسك ما الذي يمكنك الاستغناء عنه لفترة من الوقت؟ إذن من هناك فابدأ.
تتعدّد طرق تقليل النفقات ويندرج تحتها:
- أن لا تشتري الملابس الجديدة إلاّ إذا كانت هناك حاجةٌ مُلحّةٌ إليها.
- وأن توقف عن تناول الطعام خارج المنزل كل يومٍ.
- وأن تدخل البقالة قاصدًا رواقًا معيّنا لشراء غرضٍ ما دون أن تكثر الدوران لكي لا تقع عينك على ما لا تحتاجه فعلاً.
أنشئ صندوق توفير وادخار
قد يبدو من غير البديهي أن أنصحك بالادخار وتوفير قسطٍ من المال في حين أنّ دخلك قد لا يكفي لإتمام الشهر كاملاً.
غير أنّ تخصيص مدخراتٍ للطوارئ وتحديد قيمة موجّهةٍ للاستثمار الشهري يمكن أن يضمن أمانك المالي ويكون بوابة إنقاذك من ديون أو مصاريف غير متوقعة كمرض أو غيرها.
في حين أنّ المبلغ الموجود في صندوق التوفير سيعتمد على وضعك المالي الحالي، فإنّ الهدف النهائي منه هو أن يكون فيه ما يكفي لتغطية ثلاثة إلى ستة أشهر من النفقات.
ابحث عن فرصة دخل إضافي
قد لا يكون كسب المزيد من المال طريق سهلاً، أو خيارًا قابلاً للتطبيق لكلّ أحد. فالآباء العاملون يتعرّضون لضغوطٍ شديدةٍ إذا ما عملوا لساعات إضافية كلّ يوم.
ولكن إذا كان لديك وقت فراغٍ أو طاقةٌ تستطيع بها كسب دخلٍ إضافي، مهما كان صغيرا، فيمكن لذلك أن يحدث فرقًا في مواجهتك للتضخّم.
من أمثلة ذلك أن يكون العمل في توصيل الطعام أو العمل الحرّ في الترجمة أو التصميم أو كتابة المحتوى، أو حرفة سابقة اكتسبتها منذ سنوات أو وظيفة بدوام جزئي بجدولٍ مرنٍ بما يناسب احتياجاتك.
في النهاية، لن تستطيع الصمود في وجه عاصفة التضخّم دون تخطيط مالي يرتكز على أسسٍ متينةٍ كمراقبة نفاقاتك، ومحاولة خفضها، وإيجاد طرق لتوليد دخل إضافي.
بهذا ستصبح أكثر استعدادًا لكلّ طارئ قد يباغتك ولن تضطّر بعدها لمتابعة نشرات الأخبار مركّزًا فيها على جديد الأسعار وكم ارتفعت هذا اليوم ومتوجّسًا من شبح التضخم.
حقوق الصورة البارزة: Photo by Katie Harp on Unsplash
تعليقات
إرسال تعليق