[مقال جديد] الشيء الذي سيبرزُك عن غيرك من 99 بالمئة من الناس في سوق العمل [حرق: هو روح المبادرة]
في
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
يونس بن عمارة نشر: " صباحكم سعادة، جدول المحتويات جدول المحتويات الردّ على خرافة: أنا محبط فلقد أخبرونا أن الذكاء الاصطناعي سيجعل الجميع عاطلين عن العمل؟ إذًا ماذا تفعل لكي تبرز من بين الحشود. الجواب بكلمة واحدة: بادر بالفعل كيف تحصل على الخبرة… بدون خبرة؟*ما مع" يونس بن عمارة
ميم تعبيري عن سوق العمل الحالي. المشهد من فلم World War Z أنشأتُ الميم بموقع imgflip.com
قلة الوظائف والفرص، شروط تعجيزية للتوظف، كثرة المترشحين وزحامهم، وضعف الرواتب. لا غرابة في ذلك بالنسبة لبلداننا بالتحديد مع أنك سترى هذا الوضع (التصور الخاطئ له) شائعًا حتى في البلدان المتقدمة.
بالنسبة لبلداننا ولإثبات وجهة النظر من ناحية الأرقام فإنه ووفق كتاب حقائق العالم، المصدر الذي لا يمكن الاستغناء عنه للمعلومات الأساسية من إعداد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
لديك مشكلة عندما يكون لديك 1. ملايين من الشباب في عمر النشاط والعمل ولا عمل لهم 2. ملايين كثيرة أخرى تعيش تحت خط الفقر
من الناحية الغربية فإن الشعور بهذا يطال حتى قطاعات لا تظن أنها ستشهد تسريحات مثل الأمن السيبراني وأمن المعلومات، ومع ذلك نقرأ في نشرة دانيال ميسّلر (Daniel Miessler) العدد الصادر 28 أغسطس 2023:
أشعرُ أني رأيت الكثير من كبراء موظفي أمن تقنية المعلومات (CISOs) يسرّحون من العمل في الأشهر القليلة الماضية أكثر مما رأيته من قبل في حياتي [تعليقي: لديه خبرة 20 سنة في الأمن السيبراني] والشركات الناشئة [في قطاع الأمن السيبراني وأمن المعلومات] تعاني فعليًا في بيع منتجاتها للشركات…
الردّ على خرافة: أنا محبط فلقد أخبرونا أن الذكاء الاصطناعي سيجعل الجميع عاطلين عن العمل؟
الردّ عليها يسير وبعنوان إخباريّ واحد يتيم (مع أنك ستجد المئات مثله)
جملة من الأخبار التي تقول أن مختلف الشركات مستعدة لدفع 900 ألف دولار لوظائف في الذكاء الاصطناعي. مصدر: بحث غوغل بتاريخ 31 أغسطس 2023
الحُجة هنا: لو كان الذكاء الاصطناعي سينفي الحاجة للموظفين لمَ الشركات التي تطوّر هذه النُظم "الذكية" مثل أوبن إيه آي وغيرها تبحثُ عن الموظفين بالربّاشة ولا تجد. والآن ها هم يعرضون راتب قدره قرابة المليون دولار سنويًا لشغل المناصب التي لديهم. ولا يجدون.
لماذا لا يوظفون "ذكائهم الاصطناعي"؟
لأنه غير كافٍ ولا يعوّض البشر. فمثلهم ففكِّر.
وهنا لدينا مثل شعبي يقول "يحوّسوا عليه بالربّاشة" يعني "يبحثون عنه بمشقة وعناء".
طبعًا أنت لا تعرف ما هي الربّاشة.
الربّاشة آلة فلاحية معدنية تستخدم لقلع البطاطا وهي تُستخدم يدويًا في حقول وادي سوف. صورة للربّاشة كي تعرفها لما تراها في وقت لاحق.
صورة شباب من وادي سوف يحملون أداة الرباشة لقلع البطاطا. مصدر: مجلة وادي سوف
إذًا ماذا تفعل لكي تبرز من بين الحشود. الجواب بكلمة واحدة: بادر بالفعل
كنتُ أطالع هذا العدد من نشرة لِفلس دوت إف واي آي (Levels.fyi) وهي منصة (ومجتمع وأداة برمجية) متخصصة في متابعة الوظائف والشركات التي تُوظف وما إليها من شؤون كلها تتعلق بكيف تتوظف وتعيش حياة وظيفية سعيدة؛ ووجدت هذه النصيحة من مؤسس المنصة زهير والتي أراها تلخّص -ولن تتغير مستقبلًا بنظري- الميزة التي يبحث عنها أصحاب الشركات ومن لديهم وظائف ويريدون لها موظفين.
سأترجم لكم النصيحة نظرًا لقيمتها مع تعليقات مني أدناه مفيدة.
كيف تحصل على الخبرة… بدون خبرة؟
يشارك زهير، المؤسس المشارك لموقع Levels.fyi، أفكاره حول هذا السؤال القديم الجديد فيقول:
إنها حالة مفارقة (catch-22) تقليدية*: حيث تحتاج لخبرة كي تحصل على وظيفة، لكن ليس لديك وظيفة أساسًا. ماذا تضع في سيرتك الذاتية؟
لقد رأينا هذا السؤال كثيرًا في الآونة الأخيرة، نظرًا لركود سوق التدريب العملي والتوظيف بدوام كامل. يواجه الخريجون الجدد وقتًا عصيبًا للغاية في التميز والبروز من بين أقرانهم والحصول على وظائف.
فما العمل؟ الجواب: أنشئ خبراتك بنفسك. ذلك أن إنشاء خبرات خاصّة بك يُظهر كفاءتك وينمّ عن شغفك بالمجال.
كيف تفعل ذلك؟ ابنِ شيئًا وإن لم تستطع أن تبني شيئًا: اُكتب عن أحد المواضيع.
بالنسبة لمجال البرمجياتوغيرها من الوظائف ليس هناك حواجز كبيرة لدخولها، ولهذا يعدّ بناء شيء في هذه المجالات أمرًا يسيرًا. فإذا كنت في أحد هذه المجالات ومهتمًا بالتصوير الفوتوغرافي مثلًا فبمُكْنتك إنشاء موقع يتيح للمستخدمين إجراء تعديلات طفيفة على الصور. أما إن كنت مهتمًا بالبيانات فبإمكانك العثور على مجموعة بيانات مفتوحة وعامة** ثم تحليلها ونشر ما وجدته من نتائج. أما إن كنت مهتمًا بالألعاب فبمُكْنتك إنشاء لعبة.
ابنِ شيئًا. سيجعلك بناء أحد الأشياء تلقائيًا ومباشرة متقدّمًا على 99 بالمئة*** من الناس الذين لم يبنوا بأيديهم أي شيء من الصفر.
أما بالنسبة للمهن التي لديها حواجز عالية للدخول (مثل علماء الأحياء، والكيميائيين، وما إلى ذلك)، فأوصيك: اُكتب عن شيء ما. على سبيل المثال، ليس ببعيد أن هاج وماج عالم العلوم مؤخرًا لدعوى اكتشاف موصل فائق جديد اسمه (LK -99). [تبين أنه ليس كذلك لكن فكّر خارج الصندوق هو مجرد مثال فحسب].
في مُكنتك إنشاء حساب تويتر (الآن إكس) جديد توثّق فيه تجارب الناس الذين أعادوا تجارب اكتشاف ذلك الموصل الفائق وتلخّصها ليقرأها العامة من الناس دون عناء أو مصطلحات صعبة. أو يمكنك أن تكتب مقالًا في مدونتك تلخص فيه الأبحاث الدائرة حول الموضوع.
في جميع الحالات يعدّ فعل أحد الأشياء أي شيء كان خيرًا من عدم وجود شيء في سيرتك الذاتية. ابتعد عن المشاريع المكررة الشائعة والواجبات التي غالبًا ما تُطلب في المدارس والكليات. افعل شيئًا فريدًا من نوعه. هكذا وفي أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث: ستتعلم شيئًا جديدًا أثناء إنشاء خبراتك الخاصة. اهـ
استفادت إحدى الطالبات من البيانات المفتوحة المقدمة من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وبناء لوحة بيانات لتحليل عدد نماذج الاعمال. المصدر: موقع بوابة البيانات المفتوحة
أرقام جاهزة يمكنك وضعها في سيرتك الذاتية بعد إنجاز أحد هذه الأمور في اللائحة
**حتى مع أن النسبة التي ذكرها زهير أعلاه مجازيّة لا غير. إلا أنها حقيقيّة جدًا. فلأن معظم الناس عاجزين عن الفعل وإن قلّ. فإن فعل أي شيء ولو كان ضئيلًا يطير بك من القاع إلى نخبة 1 بالمئة من البشر. من ذلك:
إن أطلقت قناة يوتيوب ونشرت فيها واستمررت فإنك من النخبة المقدرة بـ0.3 بالمئة من العرب المتصلين بالإنترنت ممن لديه قناة يوتيوب. ونحن هناك نحكي عن كل العرب الذين لديهم قناة يوتيوب سواء أربحوا منها أم لا.
تذكّر أنه لا بد من أن تَمنح لكي تأخذ. وأنه عندما تمنح المزيد من الوقت والانتباه والفِكر لعملك تبدأ في البروز من بين الحشود ويعلو شأنك بين أقرانك. بهذا الصدد كَتَب المدير العام للمبيعات بشركة فورد نورفال هوكينز أن "أكبر عملية صيد تجري الآن في شركة فورد* هي صيد المواهب" وكبار المسؤولين في كل الشركات في مختلف القطاعات يرددون كلماته أيضًا. فعندما يتعلق الشأن بوظيفة تحتاج إلى قدرة حقيقية، لا يبحث هؤلاء عن أقاربهم أو أصدقائهم أو أناس ذوي نفوذ. بل يريدون إنسانًا يُعوَّل عليه. وسيدفعون أي ثمنٍ إن وجدوا الإنسان المُناسب. وهؤلاء المسؤولين لا يكتفون بذلك فحسب بل يُبقون أعينهم المُتفرِّسة مفتوحة متأهبة لأي موهبة واعدة. وأثمن خصلة لديهم في الإنسان والتي يولون لها كل اهتمامهم: روح المبادرة (initiative) أي تلك الخصلة التي لدى ذلك الذي يُبادِر بعَمَل شيء قبل غيره...
*لاحظ أن هذا النصّ عمره نحو مئة عام ومؤلِّفه روبرت كولير ومن اقتبس عنه المؤلِّف وهو المدير العام للمبيعات لدى فورد كلهم انتقلوا للآخرة. مع ذلك شركة فورد لا زالت قائمة ومزدهرة وسيارتها الآن من طراز إف 150 (Ford F-150) هي السيارة المفضلة لدى أثرياء الأمريكيين. المقصد: سياستها التوظيفية من مئة سنة لا زالت فعّالة.
تعليقات
إرسال تعليق